الخميس، 22 أبريل 2010

فزعة العرب Development Life Cycle

العالم المثالي
أذكر في أيام الدراسة وقف أمامنا مدير لاحدى الشركات الكبرى وأخذ يخطب فينا لأكثر من نصف ساعة وهو يشرح لنا الفرق بين العمل في الشركات وبين ما ندرسة وكيف أن الجامعة لا تؤهلنا بشكل جيد للعمل في الشركات وكيف أنه لابد لنا من أخذ الدورات التدريبية حتى نحصل على فرصة عمل مرت السنوات وأيقنت ان ذلك الشخص كان مخطأ على الأقل حسب تجربتي الشخصية.

العالم الواقعي
ثلاث سنوات منذ ذلك اليوم وفي احدى الايام القريبة كنت أنا وصديقي نتمشى أثناء فترة الاستراحه واذا بة يشاهد صديقا له يكبرنا سنا وخبرة استوقفناه, سلمنا عليه واذا بصديقي يسألة سؤالا "كيف تديرون عملية انتاج برامجكم؟" على اعتبار اننا نعاني من هذه المشكلة وأحببنا أن نأخذ نصيحه منه فاذا به يجيبنا: "نحن نعتمد طريقة فزعة العرب Development Life Cycle".

فزعة العرب Development Life Cycle
كان وقع الاجابة علينا مضحكا مبكيا في نفس الوقت. سأشرح لكم ما هي هذه الطريقة. يأتي زيون ويطلب مشروعا ما أو تقفز فكره جهنمية في رأس المدير فيقرر اطلاق شارة البداية لمراثون لا نعرف له نهاية في معظم الاحيان. بعد ساعتان أو يومان على الأكثر تجد مستند يسمى User Requirement لا تعرف من كتبه ولا من أين اتى وفي معظم الأحيان شخص غير مؤهل يكون هو كاتب هذه التحفة الفنية. بعدها يأتي مدير المشروع ليأمرك ببداية البرمجة وتبدأ انت في سباق مع الزمن لكي تنهي شيئا أنت لا تعرفه ولا حتى مديرك يعرفة.

تنهي نسخة أولية من المشروع وتكون فرحا بانجازك تريها للمدير أو للزبون وتبدأ التعليقات والتغييرات. لماذا فعلت هذا؟ ولم لم تفعل ذلك؟ ونحن لم نتفق على هذه، وحبذا لو أضفت هذه. عليك تقبل الطلبات وتبدأ في تنفيذ التغييرات وتعود للسباق المحموم مرة أخرى ويبدأ التذمر من التأخر في المشروع وكيف أنه تجاوز ميزانيته المسموح بها و و و.........

ينتهي المشروع بعد صراع مرير مع كل طرف من أطراف هذه العملية السقيمة وتكون محظوظا اذا رأى البرنامج النور وأحيانا أخرى تجده انتهى في سلة المهملات.

الخلاصة
ثلاث سنوات وأنا أعمل في الشركات وما زلت أرى هذه المأساة تتكرر. أتذكر مشاريع التخرج، أتذكر كيف كنا نكتب ال documentation وكيف صممنا ال DFD وال EER وال Use Cases ولا أعلم من منهما هو العالم المثالي، هل هو ما درسته أم ما هو كائن في شركاتنا البرمجية. والعجيب في الموضوع أننا دائما نحاول اقناعهم ان هذا لا يجوز. هناك خطوات يجب أن تتم قبل ان تبدأ أصابعنا بالطقطقه على أزرار الكود ولكن لا حياة لمن تنادي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق